كازا نيوز

سطات تحتضن ندوة علمية حول الشركات الرياضية بين القانون والممارسة

احتضنت ملحقة سطات التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات للدار البيضاء-سطات، يوم الأربعاء 25 يونيو 2025، ندوة علمية تحت عنوان: “الشركات الرياضية في ضوء القانون والممارسة”، في إطار تنزيل توصيات لجنة الخدمات المصادق عليها من طرف الجمعية العامة للغرفة، وبشراكة مع جامعة الحسن الأول بسطات، وماستر قانون علاقات الأعمال بكلية العلوم القانونية والسياسية.
وتأتي هذه الندوة في سياق جهود دعم الاستراتيجية الوطنية لتحديث وتطوير القطاع الرياضي، وترسيخ مبادئ الحكامة والشفافية، بالنظر إلى ما باتت تمثله الرياضة من رافعة تنموية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
في كلمته الافتتاحية، رحب السيد رشيد متروفي، رئيس لجنة الخدمات، بالحضور الوازن من مسؤولين وخبراء وأكاديميين، مؤكداً أهمية الموضوع في ظل التحولات التي يعرفها القطاع الرياضي. كما أبرز الدور المتنامي للجمعيات الرياضية في تنمية المجتمع، مشيراً إلى ضرورة الانتقال نحو نموذج الشركات الرياضية لمواكبة الدينامية الوطنية.
وحضر الندوة عدد من المسؤولين، على رأسهم السيد نبيل حرمة الله نائب رئيس الغرفة، والسيد عزيز زهير مقرر لجنة الخدمات، والسيد طلال الإدريسي عضو الغرفة، إلى جانب السيد زكرياء سوهيل المدير الجهوي للغرفة، وعدد من أعضاء اللجان وفعاليات أكاديمية وإدارية.
وقد أسند تسيير أشغال الندوة للدكتورة إيمان الوالجي، منسقة ماستر قانون علاقات الأعمال، التي قادت النقاش بتفاعل كبير.
تميزت الندوة بمداخلات نوعية، افتتحها الدكتور عز الدين بنستي، أستاذ بجامعة الحسن الثاني، بمداخلة حول الحكامة في الأندية الرياضية في ضوء قانون الشركات المساهمة، حيث أبرز أن القانون 30.09 ألزم الأندية ذات النشاط الاحترافي بالتحول إلى شركات رياضية، مع اعتماد شكل شركة مساهمة بما يفرضه من شفافية ومحاسبة وانفتاح على الاستثمار.
من جانبه، تناول الدكتور عبد الكريم عباد، أستاذ بجامعة الحسن الأول، دور غرف التجارة والصناعة في تشجيع الاستثمار الرياضي، عبر دعم تأسيس شركات رياضية وتأطيرها قانونياً وإدارياً.
أما الدكتور محمد نشاط، الأستاذ الجامعي والمحامي بهيئة سطات، فقد تطرق إلى إشكالية فض النزاعات الرياضية، من خلال مداخلة بعنوان: “من النزاع إلى القرار: هل تستوفي الغرفة الوطنية لفض المنازعات شروط المحاكمة العادلة؟”، مستعرضاً عدداً من الإشكالات القانونية والإجرائية التي تواجه هذا الجهاز الرياضي القضائي.
كما شهدت الندوة قراءة تقديمية لكتاب “الرياضة والقانون” من طرف الدكتور رياض فخري، مدير مختبر البحث في قانون الأعمال، الذي اعتبر المؤلف مرجعاً هاماً يجب تداوله في الأوساط الأكاديمية والمهنية.
وقد عرفت الندوة نقاشاً تفاعلياً مفتوحاً شارك فيه باحثون، رياضيون، طلبة، ومسيرون، همّ قضايا انتقال الجمعيات إلى شركات، والتحديات التشريعية، وآليات الحكامة، بالإضافة إلى أهمية توفير تكوين متخصص للمسيرين الرياضيين.
واختُتمت الندوة بعدد من التوصيات، من بينها:
ضرورة تأهيل الأندية للتحول إلى شركات رياضية وفق حكامة شفافة.
تعزيز دور غرف التجارة في دعم الاستثمار الرياضي.
تحسين آليات فض النزاعات الرياضية وضمان استقلاليتها.
تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص.
نشر الثقافة القانونية والمالية داخل الوسط الرياضي.
وفي لحظة مؤثرة، تم تكريم اللاعب الدولي السابق أحمد العلوي، أحد رموز الكرة الوطنية، تقديراً لمسيرته الحافلة. وقد ألقى السيد أحمد السلهامي كلمة مؤثرة في حقه، تخللتها شهادات من رفاقه القدامى بمدينة سطات.
وفي ختام اللقاء، أكدت السيدة وفاء استرحلت، مديرة ملحقة سطات، أن اللجنة التنظيمية ستعمل على بلورة توصيات الندوة ونشرها عبر مختلف وسائل الإعلام، كما أعربت عن اعتزاز الغرفة بحجم التفاعل والاهتمام الذي حظيت به الندوة، مشيرة إلى برمجة لقاءات قادمة تعالج قضايا اقتصادية تهم المنتسبين للغرفة.
وقد اختُتمت أشغال الندوة بقراءة البرقية الملكية من طرف السيد طلال الإدريسي، في جو من الاعتزاز الوطني والمسؤولية المهنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى