قصة الرجاء العالمي بين أزمة المليارات و عقلية الانتصارات

كتب : أبو محمد
من يتابع الشأن الرياضي في المغرب لا بد له من معرفة تفاصيل أزمة الرجاء المالية و الممتدة لقرابة العقد من الزمن، فبعد جمع عام صاخب تم فيه انتخاب سعيد حسبان خلفا لمحمد بودريقة في ليلة رمضانية بأحد الفنادق بسيدي معروف سنة 2016، توالى على رئاسة الفريق خمسة رؤساء هم بالتوالي سعيد حسبان، جواد الزيات، رشيد الأندلسي، أنيس محفوظ و عزيز البدراوي، ثم عودة محمد بودريقة الذي انتخب في جمع استثنائي في 26 ماي 2023 بعد استقالة الرئيس الأخير.
إن هذه الأزمة المالية تعد الأبرز للفريق الأخضر البيضاوي و هي لا تزال تثقل كاهل المسيرين منذ أن هبت على البيت الأخضر فاتّسعتْ دائرةُ الديونِ، وتراكمتْ التزاماتُ الرواتبِ و النزاعات، إلا أن الرئيس و منخرطي الفريق و محبيه لم يقفوا ساكنين، بل انهم جميعا أبلوا البلاء الحسن من أجل إخراج النادي من هذه الازمة و عملوا على توفير الموارد المالية اللازمة لتمكين اللاعبين و الطاقم الفني و معه كل أطر و موظفي الفريق من أداء مهامهم في أحسن الظروف، و قد أعلن الرئيس محمد بودريقة على أنه تمكن من الحصول على اتفاق مع مؤسسة عالمية بخصوص عقد رعاية و اشهار استثنائي تدوم مدته خمس سنوات و تبلغ قيمته الإجمالية ما يناهز الثمان مليارات سنتيم، أي بحصة ما يقارب المليار و ستمائة مليون لكل موسم، و للإشارة فبموجب هذا العقد ستظهر العلامة التجارية للمؤسسة على قمصان فريق الرجاء ابتداءا من الموسم المقبل.
و بالموازاة مع سيرورة التسيير المتسمة بالمشاكل و العراقيل المادية كانت هناك ملحمة الخضر تؤلف داخل رقعة الملاعب، ملحمة أبطالها لاعبون متفانون لمبدأ ” لا يمكن للنسر العيش إلا إذا حلق عاليا في السماء” و وفق إيقاعات سمفونية المدرب المنشافتي الأصل جوزيف زينباور الذي لا يهدأ له بال إلا بدك شباك الفريق الخصم.
0 هزيمة 23 فوز و 9 تعادلات كانت حصيلة الموسم الرياضي الذي حصل فيه الفريق الأخضر على 72 نقطة، و سجل فيه 52 هدفا و لم يدخل مرماه سوى 15 هدف. إحصائيات تدل على موسم استثنائي و أداء جيد حقق من خلاله الفريق لقب البطولة الثالث عشر و حصل على كأس العرش للمرة التاسعة في مسيرته المبهرة.
عقلية الانتصار التي تتسم بها هوية الفريق العالمي كان لها بليغ الأثر على ما حصده النادي في هذا الموسم، فرغم كل العراقيل و الصعوبات لم يحد اللاعبون عن المسار الذي رسموه رفقة مدرب محنك لبى دعوة المسيرين و ارتقت تطلعاته لتمتزج بأماني و أحلام الجماهير، هذه الأخيرة التي ساندت و شجعت اللاعبين طيلة الموسم دون كلل و بلا ملل راسمة في مختلف الملاعب لوحات فنية ليس لها مثيل، و صادحة مغنية أبهى الاغاني بكلمات ملونة بالابيض و الأخضر و الحاملة في جوفها أبلغ المعاني.