ضربة جزاء

الودنوني يكتب عن عنف الملاعب : لابد من “بطاقة المشجع” لتخليق المدرجات

اصبح من الضروري امام المشاهد القاتمة و الصادمة التي اعقبت مباراة شباب هوارة و أمل تيزنيت ان تسارع السلطات الرياضية بإصدار بطاقة المشجع لحماية المدرجات و تخليقها و تأمين محيط الملاعب من احداث الشغب و العنف و ضبط حركة تنقل الجماهير و تنظيم الولوجيات .

مقاطع الفيديو التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي تدمع العين و تدمي القلوب و تعصر الخواطر، هل فعلا وصلنا الى هذا الحد من السلوك الاجرامي الغريب على ثقافتنا و اخلاقنا في الملاعب؟ هل و صلنا الى هذا الحد من التنكيل و الإهانة و الحاق الأذى بإخواننا وهم أيضا ابناء الوطن؟ كيف يمكن أن نتقبل هذه الأحداث التي قد تنتهي بإحداث إعاقة او جريمة قتل أو تغيير لمسار، بسبب لحظة تهور صبياني يمكن ان يكون بوعي أو غير وعي؟.

لقد بات من الضروري مساءلة الذات و المؤسسات، هل بهذا النوع من السلوكيات و المسلكيات سننظم احداثا دولية كبرى؟ اعتقد ان إشارة الضوء الأحمر اشتعلت لتدق ناقوس الخطر، لابد من خطة وطنية لتخليق المدرجات و يمكن لبطاقة المشجع “المرقمة” ان تلجم الإنحرافات و الانزلاقات قبل وقوعها، فيمكن بها ان يقتني المشجع تذكرته، و بها يمكن التعرف على هويته و بياناته، و بها يمكن ايضا معاقبة المتطرفين الخارجين عن القانون، اذ يكفي سحبها من المتورط في أعمال الشغب او احداث إخلال او ارتكاب سلوك منافي لأعراف التشجيع النظيف للعقاب و التخليق.

نحن مقبلون على مواعيد عالمية مهمة و تاريخية و لا يمكن التنازل عن طريق الاصلاح و التنظيم، ” بطاقة المشجع” التي يمكن الحصول عليها بتوقيع التزام اخلاقي او مرفوقا بحسن السيرة و السلوك ستحمي ملاعبنا من صناع الشغب، و محترفي إشعال نار الفتنة و فوضى المدرجات، بل ستكون مرجعا الكترونيا فعالا للحماية و التنظيم، و سحبها عقابا يعني حرمان المشجع من متابعة اي مباراة في الملاعب الوطنية إلى حين الالتزام بالعود عن هذه المظاهر .

عثمان الودنوني: رئيس العصبة المغربية للصحافة الرياضية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى